السنهوري
عدد المساهمات : 2141 نقاط : 6186 النخبة : 0 تاريخ التسجيل : 15/06/2011
| موضوع: عشرون وصية على طريق الجنة السبت فبراير 11, 2012 3:51 pm | |
| سلسلة إحياء التربية النبوية
الكتاب الأول
عشرون وصية على طريق الجنة
جمع وإعداد
فضيلة الشيخ
أبو سلمان
عبد الله بن محمد الغليفى
رحمه الله
دار القرآن بغليفة
مكة المكرمة
حقوق الطبع لكل مسلم
بشرط عدم التغيير في الأصل
ولا مانع من التعليق والحواشي
ومن أراد طباعته ابتغاء وجه الله تعالى لا يريد به عرضًا من الدنيا فقد أُذن له وجزى الله خيرًا من طبعه وقفًا أو أعان على طبعه أو تسبب لطبعه وتوزيعه على إخوانه المسلمين فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به ومنبله» الحديث رواه أبو داود. وورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» الحديث رواه مسلم.
الطبعة الأولى
شوال 1432هجرية
رقم الإيداع 1135/2011م السعودية هاتف رقم /00966596676198اليمن هاتف رقم /00967734928966مصر هاتف رقم /0020167882060المقدمة الحمدُ لله الذي جعل الجهادَ باباً من أبواب الجنة يُذهب به الهمَّ والغمَّ والحُزن والكَرب، ويرفعُ به الدرجات، ويمحو به لمن أخلصَ السيئات، ويرفعُ من قُتل فيه في الجنان أعلى الدرجات، والصلاة والسلام على من ودَّ أن يُقتل في سبيل الله ثم يحيا، ثم يقتل ثم يحيا، ثم يقتل، وعلى آله الطيبين أولي السَّبقِ في كل ميدان، والجُهد في كل زمان، الرَّافعين عّلَمَ الجهاد في كُلِّ مكان، فَبِهِم اقتدى الخَلْقُ وعلى دَرْبِهم سارَ الَّركبُ، وإلى ما نالُوا يَسعى ألوا الفَضْل والسَّبق. وأشهدُ أنْ لا إِله إلاَّ اللهُ وحدهُ لاشريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه -صَلَّى اللهُ وسَلَّمّ عَلَيْهِ- وعلى آله الطيبين وصحابته أجمعين والتَّابِعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: فهذه [سلسلة إحياء التربية النبوية]هذا ما استَّقَرَّت عليه نَفسي أن أُسميها - بعد استخارةِ مولاي جلَّ وتعالى- فالساحةُ الجهاديةُ بعد ثلاثةِ عُقودٍ من الزَّمنِ خاضَ فُرسانُها خلالها المعارك تلو المعارك، وساحوا خلالها في البُلدان شرقاً وغرباً نصرة لدينهم وعقيدتهم وإخوانهم، راجين من وراءِ ذلك إحدى الحُسنيين النَّصر أو الشهادة، وقبل ذلك كُله وبعد ذلك كُله الأجرَ والثوابَ من الغفور التَّواب- رأيتُ بعدَ تِلك العُقود الثَّلاثة - أن السَّاحة الجهادية تخلو من التَّوجيه التَّربوي الكافي، وتَفتقِرُ إليه بشكل كبيرٍ، إلاَّ مما تَركَه الشيخ المجاهد الشهيد عبد الله عزام -رَحِمَهُ اللهُ- في بعضِِ أشرطتِه المَسموعة وكُتبه المطبوعة، وهي على ما فيها من القِيمةِ التَّربوية والعلمية الشيء المبارك - ولا شك في ذلك - إلا أنها لا تكفي، فالساحةُ بِفضلِ الله تَتَّسِعُ وأنصارها وفرسانُها يزيدون، فكان لزاماً أن تصدر مثل هذه السِّلسلة من المواضيع التربوية لِتَضبُط المسار، وتُوجِّه العَمل، وتُداوي الأمراض، وتُبلسم الجراح، وتُصقل القلوب، وتَعْرُضُ لما تحتاجه الساحة وأفرادها من مواضيع تُذكِّرهم وتُعينهم وتَرتَقي بِهم إلى المُستوى الذي يَليقُ بِهم، حيثُ اعتقادي الجازم بِفضلهم وفضلِ ما يقومون به، وجُهدهم وعَطائهم في سبيل دينهم وأُمَّتِهم، فمنهم أكرم الخلق وهم الشهداء، ومنهم أصحابُ الدماء المِسْكِيَّة يوم القيامة وهم الجرحى، ومنهم من صدقوا الله تعالى وهم ينتظرون نحبهم. وبين يديك أيها الفارسُ الحُر الكتابَ الأول من هذه السلسلة وهو بعنوان: [الزاد التربوي للمجاهد: عشرون وصية على طريق الجهاد] تعرضتُ من خلالها إلى أهمِّ المواضيع التي أرى أن التَّناصُح فيها أمراً مهماً تحتاجُه القيادة الجهادية وأفرادها، وتَتَلمَّسُ أهم الجوانب التربوية التي يجب التركيز عليها وأبرازها للأخ المجاهد أياً كان موقِعُه ومنصُبه، وتذكيرُهُ بها بين الحينِ والآخر سواء كان ذلك في مجلس التَّخطيط، أو مَضَافة الاستقبال، أو مُعسكر التدريب، أو ساحة القتال، ولا أزعم أنَّنِي بلغتُ بذلك غاية المطلوب، فلعل من إخواني من يزيدُ ويُحْسِن ويُكمل في هذا المجال، ولكن هذا ما جَهَدتُ واجْتَهدتُ فيه بعد التجربة التي عِشتُها في مسيرة الجهاد، ومِحنة السجن، وسنواتِ الغُربة والتي أسأل الله أن تُختم بالشهادة. الوصية الأولى أخلص لله نيَّتُك آكِلُ الإخلاص.. يروعُكَ ويهولُكَ ذلك المشهدِ المؤلمِ عندما تتخيلُهُ حقيقةً ماثلةً أمامكَ بعد أن تَلقَّفَتْهُ أُذنيك وأنت به موقِن!! إنه مشهدُ أوَّل خَلْقِ الله تُسعَّرُ بهم النَّارُ يوم القيامةِ !! ثمَّ تتساءلُ كيف هانَ عليهم ؟! بل كيف تحمَّلوا أن يكون ذلك مصيرُهم؛ وهم الذين لن يَبلُغَ أحدٌ مبلغهم من الجُهدِ والتَّعبِ والصَّبر في سبيلِ ما حصَّلوا؟! (قارئٌ للقرآن وشهيدٌ ومنفقٌ للمال!!) كم تعِب الأوَّلُ وكم سهِرَ وكم أعادَ حتى حفظَ القرآن؟! كم صبر الثاني وكم صابر ورابط حتى لقي العدو ثمَّ استشهد؟! وكم تحمَّل الثالث السَّعي والكدَّ حتى حصَّل المال ثمَّ أنفق؟! ثمَّ ما الذي حدث؟! ما الذي تغيَّر؟! وما الخللِ الذي أوْدى بعملِ هؤلاءِ ثمَّ بحياتِهم إلى بئس المصير؟! إنّهُ الشركُ الخفي، أخوفُ ما كان يخافهُ علينا رسول الله - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- .. إنَّه الرياء آكِلُ الإخلاصِ وملتهِمُ الأعمال ومُفسدُ النِّيات. إنَّه السَّعيُ الحثيث والكدُّ المريرِ والجُهد البالِغ، من أجل كلمةٍ واحدة أوإشارة واحدة: (هو قارئ..هو شجاع..هو منفق) وقد قيل!! ثمَّ ماذا؟! أضْخم قضيَّة.. إنَّ أضخمَ قضيةٍ واجهها الوِجدانُ الإنساني ويواجِهُها, وكانت ولازالت وستظلُّ القضيةَ المحورية التي دَفعَ الإسلامُ بها دفعاً لتقويمِ سلوك الإنسان وتصرفاتِه, وتصحيحِ نظرته وتصوراته هي النية. وهي الأصلُ الذي لا يتفرَّعُ, والرُّكنُ الذي لايتجزئ، وحجرُ الزَّاوية لأي عملٍ من الأعمال. بها يَكْبُرُ العمل ويصُحُّ, وبِدونِها يَضيعُ ويَفْسُد, وعليها يكون الجزاءُ والحساب, والثوابُ والعِقاب!!."قلِ اللهَ أعْبُدُ مُخْلِصَاً لَهُ دِيْنِي" .. طالما صاح بها المحاسبي رحمه الله مُنبِّهاً ومذكِّراً: (افحص عن النِّية، واعرفِ الإرادة؛ فإن المجازاة بالنية.) الإخلاص:
زادك الذي به تثبُت، وبه تُواجه، وبه تصبر وتصابر، وبه تتجلَّد وتُجالِد " فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا " إنَّه زادك الذي به تصِلُ إلى الله؛ فإليه يصعدُ الكَلِمُ الطِّيب، والعملُ الصَّالِح، والدُّعاء الخالص، والدَّمعُ النَّقي. أمُتَّخِذِ الإخلاصِ لله جُنَّةً ومن يَعْتصِم باللهِ فاللهُ حَسْبُهُ إنه زادُك ورأسُ مالِك وسبيلُك للفوز في تجارةٍ بضاعتُها روحُكَ التي تَحمِلُها على راحتيك.. يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ " إنما الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى فَمَنْ كانت هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أو إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه" ولقد تأملتُ حالَ المجاهدِين في سبيل الله فوجدتُهم أشد النَّاسِ حاجةً إلى استحضارِ النِّية وإخلاصِها وتجريدِها مما يشوبُها؛ وما ذلك إلاَّ لخطورةِ ما يقومون به، وما يُتوقع أن يتعرضوا له: من كسْرٍ أو بَتْرٍ أوقتلٍ أو أَسْرٍ أوسِجنٍ وإيذاءٍ, ولاشكَّ أنها أمورٌ شاقة جِدُّ شاقة، وكبيرةٌ جِدُّ كبيرة، ولرُبَّما طالَ مقامُها مع من يُصاب بها، فبأيِّ شيء يَسْلُون؟! أم بأي شيء يتصبَّرون؟! أم إلى أي شيءٍ يَسكُنون ويستريحون؛ إن لم تكن نياتُهم صادقة وعملُهم خالصاً فيجدوا لألَمِ البَّلاء وحرارتِه برْد القَبول الذي يأملونَهُ من ربهم عز وجل؟! والأمرُ ليس بالسَّهل كما يُحاول أن يصوِّرهُ البعض!! بل شاقٌ ومضنٍ يحتاج من العبدِ أن يكون خبيراً بمداخِل الشيطان ونزواتِ النَّفس وأهوائها, فيكون حذراً منتبهاً مدركاً لقولِ سفيان الثوري رحمه الله: (ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيَّتي فإنها تنقلب عليَّ)1 ومُتدبِّراً لقول يحيى بن معاذ (الإخلاصُ يَميز العمل من العيوب، كتمييز اللَّبن من الفرث والدم)2 ومصغياً ليوسِف بن أسباط وهو ينادي (تخليصُ النِّية من فسادها أشدُّ على العاملين من طول الإجتهاد)3( ) وهل العاملون إلا هم وأمثالهُم !؟ فحريٌ بهم أ ن يفتِّشوا عن نيَّاتِهم ويَسْتجْوبُوا أنفُسهُم ويُحقِّقوا في مُرادهم؛ فأي خسارةٍ يمكن أن يُمْنى بها الإنسان أعظمُ من ضياعِ جُهدٍ رُبَّما كلَّفه حياتَه أوحريَّته أوسلامته؟!. حقيقة البيعة.. عندما تَكثُرُ الدَّعاوى، وترتفعُ الأصواتُ، ويتهافتُ المُتهافِتون، وتَشْرَئبُّ الأعناقُ لكلمةٍ أو عطيةٍ أو مِنحةٍ، تبرزُ حقيقة البيعة!! هذا ما أدركه ابنُ القيِّم حين نادى: (لا يَجتمِعُ الإخلاصُ في القلبِ ومحبةُ المدحِ والثناء والطمع فيما عند الناس، إلا كما يجتمعُ الماءُ والنَّار والضب والحُوت، فإذا حدَّثتك نفسك بطلبِ الإخلاص فأقبل على الطَّمع أولاً فاذبحه بسكينِ اليأس، وأقبِل على المدحِ والثَّناء فازهد فيهِما زهد عشَّاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبحُ الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص) انظر ما خالط قلبك.. انظُر إلى قلبك جيداً !! انظر إلى أخلاطه.. إلى شوائبه .. انظر إلى ما يُعكِّرُ الصفاء ويوهِم بالنقاء..إلى ما يشوِّه الحقيقة ويلمِّع الخيال.. إلى ما يجعلُك تسقط وأنت من أراد العُلو!! نُريدُه إخلاصاً يتجاوز اللِّسان، ليوقفَ صاحِبَهُ عند منصَّة التفكُر في أثر التَّساهل في هذه القضية الضخمة. فرياءٌ أو حبُّ مدحٍ أو تطلُّعٍ لمنصبٍ يُصاب به الفرد، لاشكَّ أنه يصيب جماعة المجاهدين فيؤخِّرُ النَّصر، ويصعِّب الأمر، ويسلِّط العدو، فإمَّا توبة تُبعِدُ عنَّا شُؤم تلك المعصية، وإمَّا أن نُبعِد من عرفنا منه ذلك من بيننا. المجاهدُ حرٌ.. رفض الذُّل فتحرك، ورفضَ القَيْد فتحرَّر، ورفضَ الخُنوع فثار. إنك حرٌ ومن سِمات الحُرِّ الغيرة، فلا ترضى أن يُشاركك في سعيك إلى الله شيء."قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ثمَّ احذر فإنَّ الله (إذا أبغض عبداً أعطاه ثلاثاً ومنعه ثلاثاً، أعطاهُ صُحبةَ الصالحين ومنعه القَبولَ منهم، وأعطاهُ الأعمالَ الصالحة ومنعه الإخلاص فيها، وأعطاهُ الحكمَة ومنعه الصِدق فيها) "من صفا صُفِي له ومن خَلَطَ خُلِط عليه..” هذا صفا: رجلٌ من الأعراب (لم يذكُر الرُّواة اسمه لأنَّه غير معروف، ولكن ما ضَّره ذلك فكفاهُ أن يعرِفه ربُّه يوم تُبلى السَّرائر) جاء إلى النبي فآمن به واتَّبعه ثم قال: أُهاجر معك فأوصى به النبيُّ بعض أصحابه فلما كانت غزوةٌ غَنِم النبيُّ فقسَم وقَسَم له، فأعطى أصحابه ما قَسَم له وكان يرعى ظهرهم فلمَّا دفعوه إليه قال: ما هذا؟ قالوا قَسْمٌ قَسَم لك النبي فأخذه فجاء به إلى النبي - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- فقال: ما هذا؟ قال: ( قسمتُه لك )!! قال: ما على هذا أتبعُك ولكن اتَّبعْتُك على أن أُرْمَى إلى ها هنا وأشار إلى حَلْقِهِ بسهمٍ فأموت فأدخل الجنة. فقالإن تَصْدُقِ الله يَصْدُقْكَ )، فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدوّ فأُتِيَ به النبيَ يُحْمَلُ قد أصابه سهمٌ حيث أشار فقال: النبي - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- أهُو هو؟ ) قالوا: نعم قال: ( صَدَقَ اللهَ فَصَدَقه ) ثم كَفَّنه النبي في جُبَّة له ثم قدَّمه فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته اللَّهم هذا عبُدك خرج مهاجراً في سبيلك فقُتل شهيداً أنا شهيد على ذلك ) وهذا خلط .. يُروى عن بعضهم قال: غزوتُ في البحر فَعَرضَ بعضُنا مِخلاةً فقلتُ أشتريها فأنتفعُ بها في غزوي، فإذا دخلتُ مدينةَ كذا بِعتُها فربحت فيها، فاشتريتُها فرأيتُ تلك الليلة في النومِ كأن شخصين قد نزلا من السماءِ فقال أحدهما: لصاحبِه: اكتب الغُزاةَ، فأملى عليه: خرج فلانٌ مُتَنَزِّهاً، وفلانٌ مُرائياً، وفلانٌ تاجراً، وفلانٌ في سبيل الله. ثم نظر إليَّ وقال: اكتُب فلانٌ خرج تاجِراً!! فقلتُ الله الله في أمري، ما خرجت أتَّجرُ، وما معي تجارةً أتَّجر فيها!! ما خرجتُ إلا للغزو. فقال: يا شيخ قد أشتريتَ أمس مخلاةً تريدُ أن تربح فيها!! فبكيتُ وقلتُ: لا تكتبوني تاجراً فنظر إلى صاحبه وقال: ما ترى؟ فقال: اكتُب خرجَ فلانٌ غازياً إلاَّ أنَّه اشترى في طريقِه مخلاةً ليربح فيها، حتى يحكم الله عز وجل فيه بما يرى. وقد قيل: الإخلاص دوام المراقبة ونسيان الحظوظ كلها.ومن علاماته : استواء المدح والذم , فلا تعبء بهما, فهما عندك سواء. وصايا.. • قال رسولُ الله - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يوصي عبد الله بن عمرو - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - يا عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرٍو إن قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ الله صَابِرًا مُحْتَسِبًا وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرَائِيًا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ الله مُرَائِيًا مُكَاثِرًا يا عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرٍو على أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ أو قُتِلْتَ بَعَثَكَ الله على تلك الْحَالِ" أيها المسلم ...لاتغتر بما أنت عليه من طاعة فلا تدرى بما يُختم لك فالدنيا تتقلب بأهلها والعبرة بالخواتيم فاسأل الله حسن الخاتمة وقل "يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" • وأوصى الفاروقُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - سعد ابن أبي وقاص بمحاسبةِ نفسه وموعظةِ جيشِه. وأمْرِهِم بالنِّية الحسنة والصبر؛ فإن النصر يأتي من الله على قَدْرِ النِّية، والأجر على قدر الحِسبة، وسلوا الله العافية وأكثِروا من قولِ: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وكتب رضى الله تعالى عنه إلى أبى موسى الأشعرى: من خلُصت نيِّتُه كفاه الله تعالى ما بينه وبين الناس • (إن هذا يومٌ من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر ولا البغي. أخلِصوا جهادَكم، وأريدوا الله بعملِكم. فإن هذا يومٌ له ما بعده) هذا ما أوصى به سيف الله خالد جنده يوم اليرموك. • وهذا ابن القيمِ يوصيك برائعةٍ من فوائده حين يقول العملُ بغير إخلاصٍ ولا اقتداءٍ كالمسافر يملؤ جِرابه رملاً يُثقله ولا يَنفعُه) ومُشتَّتُ العَزماتِ يُنْفِقُ عُمره حَيران لا ظَفَرٌ ولا إخْفاقُ هل يَضُرُكَ أن لا يعرِفك أحد؟ إنها التربيةُ التي يجِبُ أن يتربَّى عليها كُل مجاهِدٍ في سبيل الله حين يَحرُصُ على أن لا يعرفَه أحدٌ، ولا يَحْفَلُ به أحدٌ، ولا يُشيرُ إليه أحدٌ، وهي تربيةٌ عمريةٌ كان الفاروقُ رضي الله عنه حريصٌ على إبرازِها أمام جنودِه وأمام رعيَّتِه في المواقف التي لا بُدَّ من التَّأكيدِ عليها حتَّى يستقِر في النفوسِ حقيقة الإخلاص. فبعدَ معركة نهاوند جاءهُ الرَّسولُ مُبشِّراً بالفتحِ العظيم فقال لهُ عمر: النُعمانُ بعثكَ؟ قال الرسول: احتسب النّعمان يا أمير المؤمنين، فبكى عُمر واسترجع. ثمَّ قال: ومن ويحك! قال: فلان وفلان حتىَّ عدَّ له ناساً كثيراً، ثم قال: وآخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفُهم فقال عمر وهو يبكي: لا يَضُرُّهم ألاّ يعرفَهُم عمر ولكنّ الله يعرفهم. أيها الحُر: وإذا حَدَثَ أن احتفى بكَ النَّاس وبالغوا في مدحكَ وتزكيتك، فاحذر أن تُصدِّق، فأنت أعلمُ بنفسِك من غيرك، وردِّد أمامَهم ما كان يُردِّدُه الصالحون المخلصون الخائفون: أنا أعلَمُ بِنفسي من غيري، وربِّي أعلمُ بِنفسي مِنِّي، اللَّهُمَّ لا تُؤاخِذهم بِما يَقولون، واجعلني أفضل مِمَّا يَظنون، واغفر لي مالا يَعلمون.كن كصاحب النقبتقياً نقياً خفيا تعمل لنصرة الإسلام أينما كنت ,حذراً من الإنتماء الضيق للأحزاب والجماعات ,فأنت مسلم موحد مجاهد لاتنتمى إلى غير الإسلام ولا ترضى باسم غيرأهل السُنة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة التى يميزها عن غيرها أنها طائفة مجاهدة إلى قيام الساعة لايضرها من خذلها ,فكن من أُولائك الغرباء الذين يتمسكون بالأصول الثلاثة المعصومة وماكان عليه الصحابة والسلف الصالحإحذر الشهوة الخفية حب الرئاسة والزعامة والتصدر باسم المصلحة ونصرة الدين فتميل بك إلى الهوى والجدال والتعصب وتنتهى إلى الفرقة والتنازع والشتات وتمزق راية المسلمين فبرهن على صدق إخلاصك ولايضرك أن تكون فى المقدمة أو الساقة فالأمر لله وفى سبيل الله واعلم أن ديننا دين منهج ودليل لادين أشخاص وهو باق ببقاء المنهج أيها الحُر: إنما يتعثَّر من لم يُخلص، وإنَّ قلبك الذي بين جنبيكَ لا يؤثِّر عليك وحدك، وإنما يؤثر على المسيرةِ كُلها وقد نتعثَّر بسببك، وقد تتعثر أنت بسبب غيرك إن لم يُخلص ما دام معك!! فلنَجْعَل شِعارنا جميعاً، شِعار الكرخي رحمه الله يوم يقول: يا نفسُ أخلصي تتخلَّصي. واعلم أن إيثار الله عزوجل أفضلُ من القتل في سبيل الله!! هكذا أدرك يوسف بن أسباط رحمه الله. ولِم لا فـ"رُبَّ قَتِيلٍ بين الصَّفَّيْنِ الله أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ"....إياك وسوء الظنهذا الداء العضال والمرض القاتل والسرطان المدمر الذى يسرى فى الجسد المسلم فالأصل في المسلم السلامة وحسن الظن وعامل الناس بمثل ماتحب أن يعاملوك به وأحسن الظن بإخوانك والتمس لهم الأعذار واتهم نفسك وتثبت قبل أن تتهم فتندم ولكن بعد فوات الأوان حين لاينفع الندم وتحقق للعدو ماكان يسعى إليه من نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التى تحطم النفوس وتهدم الرؤوس وتفرق الإخوان وتشق الصف والبنيان وتقدح في القادة والأمراء والدعاة والعلماء بالجهل المركب فيصيبك العطب فتتولى كبر هذا الإفك وتبوء بالإثم بسوء الظن الذى لايغنى عن الحق شيئا(وإن بعض الظن إثم) وماثبت بيقين لايزول بالشك والظن والإحتمال فاحترس من الشيطان أيها الحبيب المحب ....إن أردت الجنة فالجهاد والإستشهاد فى سبيل الله أقصر الطرق إليها,ومن صدق وصل.فإن عجزت بنفسك فبمالك بتجهيز المجاهدين وكفالتهم واخلفهم فى أهليهم بخيرفإن عجزت عن ذلك فعليك بالإعداد فهو كالصلاة لايسقط بحال فإن عجزت فلا أُراك تعجز عن الدعاء للمجاهدبن بالنصر والتمكين اللهم اجعلنا من أنصار دينك وسنة نبيك وعبادك المجاهدين. وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. http://www.saaid.net/book/open.php?cat=81&book=9435المصدر | |
|